افتتح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بدعم من صندوق التكيف، وبالشراكة مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة، ووزارة الطاقة والموارد المائية، ومحافظة ريف دمشق، محطة زبدين لمعالجة مياه الصرف الصحي في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
ويمثّل هذا الحدث خطوةً ملموسةً نحو التكيف مع تغير المناخ، والإدارة المستدامة للمياه، واستعادة سبل العيش في سوريا، وأُنجز المشروع بفضل تمويل قدره 4.89 مليون دولار أمريكي من صندوق التكيف.
وفي إطار هذا التدخل، أعاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تأهيل 2.1 كيلومتر من شبكات الصرف الصحي و50.7 كيلومتر من قنوات الري، مما يضمن كفاءة تدفق مياه الصرف وإعادة استخدامها بشكل آمن في الزراعة.
وتشكل هذه الجهود مجتمعةً العمود الفقري لنظام مستدام لإدارة المياه يدعم المزارعين، ويحمي الموارد الطبيعية، ويعزز القدرة المحلية على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
وخلال الافتتاح، سلّط السيد عامر الشيخ، محافظ ريف دمشق، الضوء على مساهمة المحطة في تعزيز الزراعة، ودعم الاقتصاد المحلي، والنهوض بالاستراتيجية البيئية والزراعية الأوسع للمحافظة.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور يوسف شرف، معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة، إلى أن قدرة المحطة على معالجة أكثر من 4000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميًا ستلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية، وتضمن الامتثال لمعايير الري الوطنية، وتعالج الحمأة بأمان لإعادة استخدامها.
ومن منظور قطاع المياه، أكد المهندس أسامة أبو زيد، معاون وزير الطاقة للموارد المائية، أن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الظروف البيئية والخدمية في ريف دمشق، والنهوض بإدارة فعالة للموارد المائية.
وشدد السيد محمد بطحيش، ممثل وزارة الخارجية، على أهمية الشراكات الدولية في دعم جهود التعافي في سوريا، مشيدًا بدور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومعترفًا بمساهمات الشركاء العالميين في خارطة طريق التعافي في البلاد.
ستعالج محطة زبدين، إحدى أولى محطات معالجة مياه الصرف الصحي اللامركزية في سوريا، أكثر من 4000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميًا، محولةً إياها إلى مياه ري آمنة، يستفيد منها حوالي 50 ألف شخص في المناطق المحيطة. كما يوفر المشروع 260 فرصة عمل مؤقتة خلال فترة الإنشاء، و36 وظيفة دائمة للتشغيل والصيانة.
وسيساهم المشروع في تحسين سبل العيش، والأمن الغذائي، وحماية البيئة، مع مساعدة المجتمعات على التكيف مع آثار تغير المناخ وندرة المياه.
قال الدكتور محمد مضوي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا: “تُجسّد مليحة وزبدين اليوم مثالاً يُحتذى به في كيفية تحويل المجتمعات المحلية للتحديات إلى فرص”.
وأضاف: “يُحوّل هذا المشروع الاستراتيجي مياه الصرف الصحي إلى مورد إنتاجي يُنعش الزراعة، ويحمي البيئة، ويُشجّع على العودة الآمنة والكريمة والطوعية، ويُساعد المجتمعات المحلية على إعادة بناء سبل عيشها بكرامة. نحن ممتنون لقيادة وزارة الطاقة والموارد المائية ووزارة الإدارة المحلية والبيئة، وللدعم الذي تلقّيناه من صندوق التكيف. كما تعكس هذه المبادرة قوة عملنا المشترك كوكالات تابعة للأمم المتحدة – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) – لتلبية احتياجات السكان. إن المحطة التي افتتحناها اليوم هي نموذج نهدف إلى توسيع نطاقه في جميع أنحاء سوريا لإعادة الحياة إلى المجتمعات المحلية وإثبات أن التعافي ليس ممكنًا فحسب، بل هو جارٍ بالفعل”.
تُشكّل محطة معالجة مياه الصرف الصحي جزءًا من برنامج “تعزيز قدرة المجتمعات المحلية في الغوطة الشرقية بريف دمشق على مواجهة تحديات شح المياه من خلال الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية وتدخلات التكيف الفورية”، الممول من صندوق التكيف، والذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبالشراكة مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة.
ومن خلال هذا الإطار المشترك، جمعت وكالات الأمم المتحدة الثلاث خبراتها الفنية في التخطيط الحضري، وإدارة الموارد الطبيعية، وسبل العيش المستدامة لتقديم تدخلات متكاملة تُعزز الأمن المائي، وتدعم التعافي الزراعي، وتعزز قدرة المجتمعات المحلية المعرضة لتغير المناخ في سوريا على الصمود.
يُعدّ مشروع زبدين نموذجًا يُحتذى به لكيفية مساهمة العمل المناخي في تعزيز التعافي، واستعادة النظم البيئية، وتعزيز سبل عيش المزارعين والأسر التي تعتمد على الزراعة. سيواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي توسيع مشاريع المياه المماثلة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ في جميع أنحاء سوريا، ضامنًا أن يظل الابتكار والاستدامة والمشاركة المجتمعية ركائز أساسية لجهود التعافي.
بيئة سوريا
UNDP
اكتشاف المزيد من بيئة سوريا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
