كشف مسؤول سوري رفيع أن سبع سنوات متتالية من تأثيرات التغير المناخي أدت إلى انخفاض حاد في الموارد المائية السطحية ومصادر الينابيع في مختلف المناطق السورية، بالتزامن مع تراجع واضح في معدلات الهطول المطري وتساقط الثلوج.
وقال نائب وزير الطاقة لشؤون الموارد المائية، أسامة أبو زيد، في تصريحات صحفية لموقع “شفق نيوز” إن إنتاج عدد من الينابيع في محافظة درعا انخفض بنسبة وصلت إلى 100%، مشيراً إلى الجفاف الكامل لبحيرة المزيريب وتوقف شلالات تل شهاب عن الجريان، في مشهد يعكس عمق الأزمة المائية التي تعيشها المنطقة الجنوبية من البلاد.
وأوضح أبو زيد أن مصادر المياه الرئيسية التي تغذي العاصمة دمشق تأثرت بشكل كبير، وعلى رأسها ينابيع الأشعري وعين الفيجة ونهر بردى، حيث تراجعت غزارتها من نحو 30 متراً مكعباً في الثانية إلى ما يقارب 1.5 متر مكعب فقط، وهو انخفاض غير مسبوق يهدد الأمن المائي لملايين السكان.
وأضاف أن هذا العجز دفع الجهات المعنية إلى الاعتماد المتزايد على المياه الجوفية والتوسع في حفر الآبار، إلا أنه حذر من أن ضعف التخطيط وغياب الضبط في عمليات الاستخراج ساهما في الاستنزاف السريع للمخزون الجوفي، ما أدى إلى خروج عدد من الآبار عن الخدمة وجعلها غير صالحة للاستخدام.
وفي سياق متصل، أشار المسؤول إلى أن التغير المناخي لا يؤثر فقط على كميات المياه، بل على انتظامها الزمني أيضاً، إذ باتت فترات الجفاف أطول وأكثر حدة، مقابل مواسم مطرية قصيرة وغير منتظمة، ما ينعكس سلباً على الزراعة والأمن الغذائي وسبل عيش المجتمعات المحلية.
وعلى صعيد إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، أكد أبو زيد أن سوريا أعادت تفعيل اللجنة الفنية المشتركة مع الأردن لتقييم واقع حوض نهر اليرموك، حيث يتم إجراء مراجعات سنوية وتحديد الحصص المائية وفق المعايير الدولية، في محاولة للتعامل مع التحديات المشتركة وضمان توزيع أكثر عدالة للمياه في ظل الشح المتزايد.
ويحذر خبراء بيئيون من أن استمرار الاتجاهات المناخية الحالية، في ظل غياب استراتيجيات تكيف فعالة، قد يؤدي إلى تفاقم أزمة المياه في سوريا خلال السنوات المقبلة، ما يستدعي تسريع خطط الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتعزيز كفاءة الاستخدام، والاستثمار في حلول مستدامة مثل إعادة استخدام المياه وتحسين تقنيات الري.
بيئة سوريا
اكتشاف المزيد من بيئة سوريا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

