وقعت وزارة الزراعة السورية، يوم الأحد 14 كانون الأول / ديسمبر الجاري، اتفاقية تعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تهدف إلى دعم القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي في سوريا.
وتنص الاتفاقية، بحسب وكالة الانباء لسورية (سانا)، والتي جرت مراسم توقيعها بحضور وزير الزراعة أمجد بدر والمديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي ماريان ورد، على تقديم مِنَح تشمل بذور القمح، وأسمدة فوسفاتية وآزوتية، بالإضافة إلى الوقود لدعم المزارعين في محافظة السويداء وجعل الموسم الزراعي الحالي أكثر إنتاجية.
وأكد وزير الزراعة أن المبادرة تمثل خطوة مهمة لتعزيز الإنتاج الزراعي في البلاد، فيما أشارت ممثلة البرنامج إلى أن هذا التعاون يسهم في تعزيز الأمن الغذائي واستدامة الإنتاج الزراعي السوري. كما شمل الاجتماع تنسيقاًً مع منظمات عربية ودولية لإعادة تأهيل القطاع الزراعي في أنحاء البلاد.
أزمة الأمن الغذائي في سوريا
تعاني سوريا منذ سنوات من أزمة حادة في الأمن الغذائي نتيجة استمرار آثار الحرب الممتدة منذ 2011، وتراجع الإنتاج الزراعي، إضافة إلى الجفاف الشديد الذي أصاب البلاد وزاد من ضعف المحاصيل الزراعية، ولا سيما القمح، وهو الغذاء الأساسي للملايين من السكان.
وتسبّب الجفاف المتكرر وتراجع هطولات الأمطار في انخفاض مساحة الأراضي المزروعة وإنتاجيتها، مما يزيد من الضغط على الموارد المائية ويهدد التنوع البيولوجي في المناطق الريفية.
وفي ظل الاحتياجات الإنسانية الهائلة، يسعى المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لدعم الزراعة المقاومة للجفاف، وتحسين الوصول إلى الغذاء، والاعتماد على ممارسات زراعية مستدامة.
وتمثل هذه الاتفاقية جزءاًً من جهود إعادة تأهيل القطاع الزراعي السوري بعد سنوات من النزاع، في ظل تحديات اقتصادية وبيئية واجتماعية متداخلة.
وتؤكد البيانات أن معدلات الأمطار انخفضت بنحو أكثر من 45% مقارنة بالسنوات السابقة في كثير من المناطق، مما جعل العديد من الأراضي التي كانت تُصنّف مناطق مستقرة زراعياًً تتحول إلى أراضٍ جافة أو شبه جافة.
وتأتي اتفاقية التعاون الموقعة مع برنامج الأغذية العالمي في سياق محاولات دعم الاستدامة الزراعية وتحسين قدرة المزارعين على الصمود أمام التحديات المناخية والاقتصادية، كما يمكن أن يسهم الدعم الممنوح – من بذور وأسمدة – في زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، كما يفتح المجال لتطوير ممارسات زراعية أكثر ملاءمة للتغير المناخي عبر تبني تقنيات مثل الزراعة المحسّنة بالمياه والتحسين الوراثي للمحاصيل.
بيئة سوريا
اكتشاف المزيد من بيئة سوريا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
