يُعاني سكّان محافظة اللاذقية الواقعة على الساحل السوري شمال غربيّ سورية من انتشار النفايات في الشوارع والأحياء، وتأخّر عمليات رفعها، الأمر الذي يؤدّي إلى انبعاث الروائح الكريهة والتهديد بمخاطر بيئية وصحية، وسط ضعف في نشاط البلديات لمعالجة هذه الظاهرة. وفي الأسابيع الأخيرة، انتشرت أكوام النفايات بصورة لافتة على الطريق الواصل بين مدينتَي جبلة واللاذقية في شمال غربيّ سورية، وتتكرّر المشاهد في حيَّي السكنتوري والرمل الجنوبي وأحياء الأخرى بمدينة اللاذقية، إذ تتجمّع الحشرات والكلاب الضالة حولها.
يخبر عبد الله مغربل، من سكان مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، “العربي الجديد” أن حيّ الجبيبات حيث يسكن يعاني من إهمال كبير في ما يخصّ النظافة، إذ تتأخّر مركبات رفع النفايات لأيام فيما تُرمى القمامة في مناطق غير مخصّصة لذلك، وأشار إلى أنّ هذا الأمر “صار يمثّل مصدر قلق كبيراً للأهالي، خصوصاً مع اقتراب فصل الصيف ومخاطر انتشار الأمراض”، وأضاف مغربل أنّ “الكارثة الكبرى تتعلّق برمي شاحنات النفايات محتويات على طريق اللاذقية – جبلة في الشهر الماضي، بعد صعوبة التنقّل والوصول إلى المكبّات التي تُجمَع فيها النفايات في الريف بسبب الأوضاع الأمنية” في الساحل السوري، ويؤكد أنّ أكوام النفايات تنتشر على طول الطريق، فيما تؤدّي الرياح إلى تطاير الأكياس وبقايا نفايات إلى الطريق السريع الدولي.
من جهتها، تشكو فاتن رمضان لـ”العربي الجديد” من انتشار النفايات، وهي من سكان قرى المزيرعة في ريف اللاذقية، وتخبر أنّ تأخر وصول مركبات رفع النفايات دفع الأهالي إلى تحمّل تكلفة رفع القمامة ونقلها على عاتقهم، الأسبوع الماضي، فيما راحوا يناشدون البلدية والمحافظة لحلّ الأزمة.
في هذا الإطار، يقول مصدر مسؤول من بلدية جبلة لـ”العربي الجديد”، مشترطاً عدم الكشف عن هويته لأنّه غير مخوّل بالتصريح، إنّ مشكلة تراكم النفايات في ريف اللاذقية ارتبطت بالوضع الأمني في المنطقة، وصعوبة وصول شاحنات النفايات إلى مناطق تُسجَّل فيها أحداث أمنية، لكنّه يشير إلى أنّ “الأمور تتّجه إلى الحلّ قريباً، مع وضع خطة لنقل كلّ النفايات إلى مكبّات عند أطراف المدينة”، يضيف أنّ “ثمّة مشكلة عامة كذلك في اللاذقية، تتعلّق بضعف الإمكانيات من مركبات ودعم للمحروقات، إلى جانب عمّال موظفين لهذا الغرض”، ويلفت إلى أنّ “اجتماعاً عُقد قبل أيام لدراسة هذه المشكلة قبل حلول الصيف، وأنّ ثمّة قرارات لزيادة الدعم المالي من المحافظة لحلّ المشكلة”.
من جهته، يعيد الناشط في مدينة اللاذقية أحمد يونس أسباب انتشار النفايات إلى عوامل عديدة، ويشرح لـ”العربي الجديد” أنّ من بينها “نقص عمّال النظافة في البلديات، وتدنّي رواتبهم، وقلّة عدد المركبات المخصّصة لرفع النفايات، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلّق بغياب القوانين الرادعة للمخالفين الذين يرمون النفايات في مناطق غير مخصّصة لذلك”، ويُذكر أنّ محافظة اللاذقية الواقعة على الساحل السوري، التي تطلّ على البحر الأبيض المتوسط، تُعَدّ من أهمّ المناطق السياحية في سورية.
العربي الجديد