تأثر طقس سوريا على مدى سنوات بظاهرة تعرف باسم “النينو”، وكان لها تداعيتها على المناخ سواء في فصل الصيف أم في الفصول الأخرى، غير أن عام 2025 هو العام الأخير لتأثرنا بهذه الظاهرة.
عن ذلك، يتحدث رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري، لـ”الترا سوريا” قائلًا: “إن النينو هي نمط من التغيرات المناخية العالمية، يحدث نتيجة ارتفاع غير معتاد في درجات حرارة سطح المحيط الهادئ في المنطقة القريبة من خط الاستواء”. ويشير إلى أن هذا التغير أثر بشكل كبير على أنماط الطقس حول العالم، بما في ذلك منطقة شرق المتوسط وسوريا تحديدًا.
وبالنسبة لسوريا، يوضح د. العصيري أن “النينو” تسببت خلال السنوات الماضية باضطرابات مناخية، أبرزها شتاءات أكثر دفئًا وأقل مطرًا من المعدل، بالإضافة إلى فصول صيف أطول وأكثر حرارة، منوّهًا إلى أن تأثر سوريا بـ “النينو” استمر بشكل ملحوظ منذ عام 2023، أي لما يقارب السنتين.
ويبين رئيس الجمعية الفلكية السورية أن التقديرات المناخية تشير إلى أن ظاهرة “النينو” ستنحسر خلال عام 2025، ومع ذلك، فإن الصيف الحالي سيظل متأثرًا ببقايا هذه الظاهرة، ما يعني أننا نتوقع صيفًا شديد الحرارة، خاصةً في شهري تموز وآب، ومن المحتمل أن ترتفع درجات الحرارة بمعدل 2 إلى 3 درجات فوق المعدل السنوي، وقد نشهد موجات حر تمتد لفترات طويلة، خاصةً في المناطق الداخلية والشرقية من البلاد.
أما بعد انتهاء “النينو”، يقول العصيري إنه من المتوقع أن تدخل المنطقة في مرحلة “النينيا” أو الحياد المناخي، وفي حال قدوم “النينيا” فقد نشهد شتاءات أبرد وأكثر مطرًا، خصوصًا في المناطق الساحلية والمرتفعة، أما صيفًا فقد يعود الطقس إلى نمط أكثر توازنًا، مع درجات حرارة أقل نسبيًا من السنوات الماضية، لكن من المهم التأكيد أن تغير المناخ العالمي المستمر يجعل من الصعب التنبؤ بدقة طويلة الأمد.
ويختم رئيس الجمعية الفلكية في سوريا حديثه بالإشارة إلى أن ظاهرة “النينو” تتكرر كل 2 إلى 7 سنوات تقريبًا، ولكن من الصعب تحديد توقيت دقيق لعودتها، لأن ذلك يعتمد على ظروف المحيط الهادئ وتفاعلاته مع الغلاف الجوي، لذلك تبقى هذه التنبؤات مرهونة بالمراقبة المستمرة للأنظمة المناخية العالمية.
غنوة المنجد
ألترا سوريا